22 سبتمبر 2024م:
لا يزال اليمن من ضمن البلدان التي تواجه أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، حيث يحتاج نحو 18.2 مليون شخص، بما في ذلك 14 مليون امرأة وطفل، إلى المساعدات الإنسانية وخدمات الحماية.
وستستمر البلاد، خلال عام 2024م، في مواجهة أزمات متعددة، بما في ذلك الصراع المستمر، وانعدام الأمن الغذائي، وسوء التغذية على نطاق واسع، والنزوح، والمخاوف المتعلقة بالحماية، وتغير المناخ، والتدهور الاقتصادي، ونظام الرعاية الصحية الهش، وتفشي الأمراض المتكررة. وكلها عوامل تزيد من تفاقم الوضع الإنساني.
انعدام الأمن الغذائي:
سجل اليمن أعلى معدلات تدني استهلاك الغذاء، وسيعاني 17.6 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي في عام 2024م.
وفي التحديث الشهري للأمن الغذائي في اليمن أوضح برنامج الغذاء العالمي أنه خلال شهر يوليو الماضي أبلغ 62% من الأسر عن استهلاك غير كافٍ للغذاء، وهو أعلى رقم مسجل على الإطلاق.
الوضع الصحي:
يحتاج 17.8 مليون شخص إلى المساعدة الصحية. وكشف وزير الصحة العامة والسكان، الدكتور قاسم بحيبح، عن مخاطر كبيرة تهدد القطاع الصحي في اليمن، مع تراجع التمويلات الدولية، وانحسار الموارد المالية للحكومة اليمنية.
وهناك تراجع كبير وحاد للتمويلات الإنسانية بلغ أكثر من ٧٠% لبعض المشاريع الأساسية الداعمة للقطاع الصحي باليمن، وهو ما سيتسبب في إغلاق أكثر من 1000 مرفق صحي.
وقال: إن خدمات الرعاية الصحية الأولية (كالتحصين والتغذية وصحة الأم والطفل، وبرامج الترصد الوبائي ومكافحة الأمراض كالملاريا والسل والإيدز والضنك) تُعد عمود القطاع الصحي، وكلها برامج حيوية وتعتمد بشكل كامل على التمويلات الدولية. وانحسارها سيسبب كوارث صحية خطيرة بانتشار الأمراض القابلة للتمنيع وزيادة وفيات المجموعات الأكثر ضعفًا بالمجتمعات، والحكومة حاليًا لا تستطيع تغطية هذه الفجوات التمويلية.
وباء الكوليرا:
في مارس 2024م أدى تفشي وباء الكوليرا في محافظات اليمن إلى تفاقم الوضع بالنسبة للأشخاص الذين كانوا بالفعل عرضة للخطر. وهذا التفشي الأخير مثير للقلق بشكل خاص بسبب انتشاره في جميع أنحاء اليمن، والذي تفاقم بسبب الأمطار الغزيرة والفيضانات. وتشير التقارير الصادرة عن السلطات والمنظمات إلى زيادة كبيرة في العدد التراكمي لحالات الكوليرا من يناير إلى يونيو، بإجمالي 104,402 حالة و453 حالة وفاة مرتبطة بها.
وأفادت إحصائيات أخرى أنه بين يناير وسبتمبر أُبلِغ عن 183,702 حالة مشتبه بها من الكوليرا، مع 629 حالة وفاة.
ومع أن حالات الكوليرا المشتبه بها مستمرة في الارتفاع إلا أن معدل الوفيات لا يزال أقل من (معايير Sphere) بنسبة 0.4% في الشمال و0.63% في الجنوب؛ مما يعكس الأداء الأمثل المستمر لجهود إدارة الحالات. ومع ذلك يشير الارتفاع الملحوظ في الحالات المسجلة إلى وجود فجوات في استجابات احتواء تفشي المرض. كما أن ممارسات التغذية السيئة للرضع والأطفال الصغار، والتنوع الغذائي، وعدم كفاية الأغذية التكميلية، تزيد من تفاقم الأزمة.
الحصبة والحصبة الألمانية:
وفي عام 2024م أبلغت اليمن عن انخفاض في حالات الاشتباه بالحصبة والحصبة الألمانية (MR) مقارنة بنفس الفترة في عام 2023م (12,517 في عام 2024م مقابل 22,060 في عام 2023م). ويعزى هذا التحسن، الذي لوحظ في المحافظات الجنوبية، إلى حملة الحصبة والحصبة الألمانية التي أجريت في عام 2023م، وجهود التوعية المتكاملة المستمرة.
سوء التغذية الحاد:
يعاني 2.4 مليون طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد، ويواجه أكثر من نصف مليون طفل سوء التغذية الشديد.
وحذرت (منظمة العمل ضد الجوع) الدولية من سوء تغذية حاد يصل إلى مستويات حرجة في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية.
وأظهر أحدث تقرير من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، والذي تعد منظمة العمل ضد الجوع أحد الأطراف المعنية به، زيادة مقلقة في انعدام الأمن الغذائي في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة اليمنية.
ووفق تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي سيعاني 609,808 أطفال من سوء التغذية الحاد، بما في ذلك 118,570 من سوء التغذية الحاد الشديد، بحلول أكتوبر 2024م، وبزيادة قدرها 34٪ منذ نوفمبر 2023م. بالإضافة إلى ذلك سيؤثر سوء التغذية الحاد على حوالي 222,918 امرأة حامل ومرضعة؛ مما يعرض نمو وصحة أطفالهن للخطر.
وتوقع التقرير أنه خلال موسم العجاف (عندما يكون النشاط الزراعي في أدنى مستوياته) ستصل جميع المناطق الـ 117 التي تسيطر عليها الحكومة إلى المرحلة 3 (حادة) أو أعلى من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي.
وأكد أن أربع مناطق (موزع والمخا في محافظة تعز) و(حيس والخوخة في محافظة الحديدة) ستصنف على أنها المرحلة 5 (حرجة للغاية)، وهو المستوى الأكثر شدة في التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي. وقد يكون الوضع أكثر خطورة في المناطق الخاضعة لسيطرة حكومة صنعاء.
وأرجع التقرير هذا التدهور الحاد في الأمن الغذائي إلى عدد من العوامل، بما في ذلك الصدمات المناخية، ونقص فرص توليد الدخل، وتدهور الوضع الاقتصادي الذي يؤدي إلى تضخم العملة المحلية وارتفاع أسعار المواد الغذائية، والوصول المحدود إلى الرعاية الصحية، ونقص الوصول إلى المياه والصرف الصحي والنظافة، وارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض وتفشي الحصبة والكوليرا بشكل مستمر، وهو مرض مرتبط ارتباطًا وثيقًا بسوء التغذية. بالإضافة إلى ذلك، ورد أن آلاف الصيادين على الساحل الغربي حرموا من سبل عيشهم؛ بسبب التوترات العسكرية في البحر الأحمر.
وفيات الأطفال:
في عام 2023م، توفي 41 ألف طفل دون سن الخامسة، معظمهم بسبب أمراض يمكن الوقاية منها. وانخفضت تغطية اللقاحات إلى أقل من 50%؛ مما أدى إلى تفشي أمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات مثل الحصبة (27 ألف حالة) وشلل الأطفال (269 طفلاً متأثرًا منذ عام 2021).
التعليم:
كشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة أن أكثر من 4.5 ملايين طفل في اليمن خارج المدرسة، بسبب تداعيات سنوات من الصراع المسلح. ويحتاج 6.2 ملايين طفل ومعلم إلى المساعدة التعليمية. وهناك نحو 172 ألف معلم ومعلمة لا يحصلون على رواتبهم بشكل غير منتظم.
ودُمِرت 2916 مدرسة (واحدة على الأقل من بين كل 4 مدارس)، أو تضررت جزئيا، أو تم استخدامها لأغراض غير تعليمية.
الفيضانات:
أثرت الفيضانات الأخيرة على أكثر من 537 ألف شخص، مما أسفر عن مقتل 122 شخصًا وإصابة 167 آخرين.
النزوح:
أعلنت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في اليمن أنها رصدت، منذ يناير وحتى يوليو 2024م، نزوح 10,923 فردًا نزوحاً داخلياً، حيث نزحوا من 15 محافظة وتوزعوا على 9 محافظات.
الهجرة واللجوء:
في عام 2024م من المتوقع أن يحتاج نحو 308,000 مهاجر إلى شكل واحد على الأقل من أشكال المساعدة وفقاً للنظرة العامة على الاحتياجات الإنسانية في اليمن لعام 2024م (مثل الخدمات الصحية المنقذة للحياة، وإدارة الحالات ومساعدة الحماية)، من بين أشكال أخرى من المساعدات.
وسجلت المنظمة الدولية للهجرة 6239 مهاجراً وافداً إلى اليمن في الفترة بين أبريل ويوليو 2024م وفقاً للبيانات المسجلة في نقاط مراقبة التدفق التابعة للمنظمة.
وعلى غرار الاتجاهات التي لوحظت منذ أواخر عام 2023م كان معظم المغادرين من منطقة (باري) في الصومال (97٪)، ووصلوا إلى شبوة، بينما وصل عدد قليل إلى لحج من (أوبوك) في جيبوتي.
ومع أن الغالبية العظمى من المهاجرين غادروا من الصومال، إلا أن المواطنين الإثيوبيين يشكلون غالبية المهاجرين الوافدين، حيث يمثلون 81٪ من نسبة جميع الوافدين خلال الفترة المشمولة بالتقرير. وبحسب ما ورد، كانت القوارب المغادرة من الصومال تحمل ما يصل إلى 415 مهاجراً يومياً عبر رحلات متعددة. وأفاد جميع الأفراد الذين شملهم الاستطلاع أنهم يسعون إلى الوصول إلى المملكة العربية السعودية، بحثاً عن فرص اقتصادية في الغالب.
العودة إلى القرن الأفريقي:
أدى الواقع القاسي في اليمن، والعودة القسرية، إلى عودة ما لا يقل عن 3274 مهاجراً إلى ساحل جيبوتي، بحسب ما سجله فريق تتبع النزوح التابع للمنظمة الدولية للهجرة. وكان جميع المغادرين، سواء طوعاً أو قسراً من الإثيوبيين. وسجلت فرق تتبع النزوح في جيبوتي وصول 3701 مهاجر إلى شواطئ جيبوتي خلال الفترة المشمولة بالتقرير.
عودة المغتربين اليمنيين:
خلال الفترة من يناير إلى أغسطس هذا العام عاد 33,387 يمنيا من المملكة العربية السعودية إلى بلادهم. منهم 32,267 يمنياً عادوا بدون وثائق سفر، و1120 يمنياً كانوا يملكون وثائقهم.
وفي الفترة من أبريل إلى يوليو عاد 16,784 يمنياً إلى اليمن من المملكة العربية السعودية. ووصل العديد من اليمنيين دون وثائق سفر، وكانت الوجهات الرئيسية المقصودة هي محافظات صنعاء أو الحديدة أو المحويت.
وكانت الأغلبية من الرجال (16,190 رجلاً) بنسبة (97%)، و209 نساء، و241 ولداً، و144 فتاة.
وورد أن نحو 52 يمنياً عادوا إلى محافظة المهرة من عمان خلال نفس الفترة (أبريل – يوليو).
التمويل الإنساني:
في السبعة الأشهر الأولى من عام 2024 م بلغ حجم التمويل المالي لخطة الاستجابة الإنسانية 756.5 مليون دولار، أي بنسبة 28% فقط من مبلغ 2.71 مليار دولار المطلوب لخطة الاستجابة الإنسانية لعام 2024م؛ مما يترك فجوة قدرها 1.95 مليار دولار.
وتدعو نداءات العمل الإنساني من أجل الأطفال في اليمن إلى جمع 142 مليون دولار خلال عام 2024م. وتركز إستراتيجية اليونيسف الإنسانية في اليمن على تقديم المساعدات المباشرة المنقذة للحياة وبناء الأنظمة لتعزيز الروابط بين العمل الإنساني وبرامج التنمية.
ومنذ من 30 يونيو 2024م، تلقت اليونيسف 82.3 مليون دولار من نداء 2024م للمساعدات الإنسانية. وتم ترحيل 39.4 مليون دولار من عام 2023م؛ مما يترك فجوة تمويلية قدرها 20.4 مليون دولار (14% من إجمالي المبلغ المطلوب) لمواصلة عمل اليونيسف المنقذ للحياة في اليمن.
نشاط منظمات العمل الإنساني:
في السبعة الأشهر الأولى من عام 2024 م عملت 169 منظمة عاملة في المجال الإنساني في تقديم المساعدات إلى نحو 1.7 مليون شخص شهرياً بالمساعدات الغذائية، وأكثر من 491,000 شخص بالرعاية الصحية، وأكثر من 589,000 شخص بخدمات المياه والصرف الصحي والنظافة، كما تلقى نحو 369,000 شخص الدعم التغذوي.
هذا من حيث العموم أما على مستوى كل مجموعة قطاعية فقد كان عدد الذين وصلت إليهم المساعدة منخفضًا.
————————————
المصادر:
* تقرير عن الوضع الإنساني في اليمن، رقم 2. يناير – يونيو 2024م، اليونيسف.
* لمحة حول الاستجابة الإنسانية، حالة تمويل خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن. مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، يوليو 2024م.
* لوحة معلومات عن تسجيل مراقبة التدفق، المهاجرون غير اليمنيين الوافدون في شهر أغسطس 2024م. المنظمة الدولية للهجرة.
* نظرة عامة عن الهجرة في اليمن (أبريل – يوليو 2024م). المنظمة الدولية للهجرة.
مواقع منظمات:
برنامج الغذاء العالمي، بيان مشترك لوكالات أممية ومنظمات دولية، 18 سبتمبر 2024م:
منظمة العمل ضد الجوع، 5 سبتمبر 2024م:
https://www.actioncontrelafaim.org/en/headline/acute-malnutrition-reaches-critical-levels/
اليونيسيف:
https://www.unicef.org/yemen/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%85
مواقع إخبارية:
ارفع صوتك، شبكة الشرق الأوسط للإرسال MBN، 7 مايو 2024م:
برّان برس، 10 سبتمبر 2024 م:
https://barran.press/news/topic/5117
صحيفة (الشرق الأوسط)، 1 سبتمبر 2024م:
الموقع بوست، 6 سبتمبر 2024م:
https://almawqeapost.net/news/101384