taqreebye.com

الوضع العام

في محافظة عدن

تعريف بمحافظة عدن

تقع عدن على ساحل بحر العرب جنوب اليمن، وهي العاصمة الاقتصادية لليمن، وأهم ثاني مدينة يمنية بعد صنعاء، ذات موقع جغرافي مهم إذ أنها تطل على مضيق باب المندب، وهو ممر مائي يصل البحر الأحمر بخليج عدن وبحر العرب، وهو من أهم الممرات المائية التي تربط العالم، وشريان عالمي للنفط والتجارة. تحدها من الشمال والغرب محافظة لحج، ومن الشرق محافظة أبين. ويمكن تقسيم عدن جغرافيا الى منطقتين: عدن البحر، والتي تتكون من شبه جزيرتين: عدن الكبرى: (كريت، المعلا، التواهي، خور مكسر)، وعدن الصغرى(البريقة)؛ وعدن الأرض التي تتكون من دار سعد والمنصورة والشيخ عثمان. ويمثل سكان عدن نسبة (3%) من أجمالي سكان اليمن تقريبا، حيث يبلغ عددهم (966،424) نسمة، وتشكل عدن نموذجا مميزا لتكامل النشاط الاقتصادي وتنوع البنيان الإنتاجي، اذ جمعت بين الأنشطة الصناعية والسمكية والتجارية والخدمية. وتنبع أهميتها من كونها مطارا دوليا، وميناء تجاريا مهما، ومصفاه للنفط، ومنطقة تجارية حره إقليمية دوليا.

حرب 2015

في عام 2015م، جرى استهداف مدينة عدن من قبل جماعة الحوثي وبقايا الجيش الموالي للرئيس اليمني السابق، على عبدالله صالح، وشهدت قتالا عنيفا استخدمت فيه كافة الأسلحة الثقيلة؛ وقد نتج عن هذا الصراع خسائر بالغة في الأرواح والممتلكات، وعانت عدن في ظل الصراع من حصار قاس منع فيها دخول الغذاء والدواء، وتعطلت المصالح الحكومية وانتشرت الأوبئة القاتلة والأمراض الخطيرة. واستمرت الحرب بعدن (120) يوما، وتعرضت خمسة مديريات للقصف المستمر، هي: خور مكسر، والمعلا، والتواهي، وكريتر، ودار سعد؛ فيما تعرضت مديريات؛ الشيخ عثمان، والمنصورة، والبريقة، لعمليات قصف عشوائي بين فينة واخرى. خلفت الحرب نتائج مأساوية على الصعيد الإنساني والاقتصادي والاجتماعي . ورغم غياب إحصائيات دقيقة لأعداد القتلى والجرحى في عدن، فإن التقديرات تتحدث عن بلوغ الوفيات جراء القتال أو نتيجة الأوبئة الفتاكة (2000) شخص، وتجاوز عدد الجرحى(3000) الثلاثة آلاف جريح. ونزح الآلاف من المواطنين، مخلفين وراءهم بيوتهم وأموالهم وأملاكهم، ما جعلها تتعرض للسلب والنهب. كما أن البنية التحتية للمدينة دمرت وتضرر ما بقي منها، كما تضرر عدد من بيوت المواطنين والمدارس والمستشفيات والمساجد، اذ لم تسلم من القصف العشوائي، وكذلك المرافق الحكومية، بالأخص تلك المتعلقة بخدمة المجتمع كمؤسسات الكهرباء والمياه وغيرها. وأدت الحرب إلى حركة التجارة والتعليم، وانتشار السلاح بشكل مخيف، حتى صار سلعة تباع في الأسواق كأي سلعة من السلع. كل ذلك ترك آثاراً نفسية على أبناء المجتمع، رجالا ونساء، كبارا وأطفالا، على حد سواء.

الوضع العام في محافظة عدن

ورغم انتهاء الحرب إلا أن معاناة عدن لم تنته بعد. فقد استمر الوضع فيها يسير من سيء إلى أسوأ، في ظل غياب الدولة وسيطرة المليشيات المسلحة الخارجة عن سلطة دولة المدينة، وفي ظل انتشار السلاح والفوضى الأمنية المصطنعة، خاصة مع تغييب المنظمة الأمنية وتعطيلها. كما أن العديد من الخدمات الأساسية خرجت عن العمل، كالكهرباء، والمياه، والصرف الصحي، والنظافة، إما كليا أو جزئيا، كما أن خدمات والمرافق الصحية تراجعت أو ضعفت، وتعطل بعضها. إضافة إلى انعدام المشتقات النفطية والغاز في فترات معينة، أو ارتفاع سعرها بشكل جنوني. ومع هذي الظروف، ومع تعطيل الميناء وتوقف المطار وفرض خناق على المحافظة، ازداد سعر السلع الغذائية المختلفة وبالأخص السلع الأساسية، وكذلك الأدوية الطبية.

عدن بعد الحرب

عاشت عدن بعد الحرب مرحلة حرجة، أدت إلى صعوبة العيش فيها، فهاجر الكثير من أبنائها إلى خارج اليمن أو مناطق داخل اليمن لعيش حالة أفضل، سواء في الشمال أو الجنوب ولعل من أبرز ملامح هذه الفترة الحرجة:
أولا: غياب سلطة الحكومة الشرعية عنها:
حيث صارت عدن تحكم عن طريق مليشيات مسلحة تشكلت بعد الحرب. وعقب الإعلان عن تشكيل "المجلس الانتقالي" في 11مايو 2017م، كهيئة سياسية جنوبية، أمسك بزمام الأمور في عدن، وأصبح منافسا لسلطة الحكومة الشرعية. ثانيا: انتشار الفوضى الأمنية:
انتشرت عمليات الاغتيالات، والخطف والقتل، والتفجيرات، حتى لا يكاد يمر يوم دون سماع أخبار عن تلك العمليات، وقد شملت أهدافا مختلفة منها: شخصيات وطنية، وقيادات المقاومة، وشخصيات دعوية، وجنودا، واشخاصا عاديين، ومراكز أمنية.
ثالثا: الاعتقالات التعسفية:
ازادت الأوضاع الإنسانية سوءا، وتدهورت كافة القطاعات الخدماتية، ولعل أبرز المشاكل التي تعاني منها عدن في الخدمات ما يلي:
1- انقطاع الكهرباء: نتيجة الأعطال الفنية او نقص الوقود. وغالبا تنقطع الكهرباء لساعات طويلة تصل إلى عشر ساعات متوالية خلال النهار، وفي بعض الأحيان تخرج المنظومة الكهربائية في عدن عن الخدمة، ويستمر الانقطاع أياما.
2- انعدام المياه النقية: تعاني عدن في جميع مديرياتها من شحة في مياه الشرب، جراء تعرض شبكات وخزانات المياه لأضرار بالغة أثناء الحرب؛ وقابل ذلك ارتفاع قيمة شراء الماء ما أعجز كثيرا من الأسر عن شرائه والاعتماد على مياه ملوثة..
3- تدهور المنظومة الصحية: تعاني المستشفيات والمجمعات والمراكز الطبية الحكومية من انعدام الصيانة، وتشكو الإهمال. فلا كهرباء ولا مياه، ولا أجهزة تكييف وتهوية، وكثير من الأجهزة الطبية وأجهزة الأشعة والمعدات وسيارات الإسعاف خارجة عن صلاحية العمل..
4- غلاء السلع الأساسية: فقد ارتفعت أسعار السلع الأساسية والخدمات الضرورية بشكل جنوني. وشمل الارتفاع كافة المواد الغذائية والتموينية دون استثناء، وأصبحت متطلبات العيشة الأساسية عبارة عن منغصات شهرية. كما أن مادة كالدقيق -مثالا-باتت منعدمة تماما، خاصة بعد تعرض مصنع صوامع الغلال للقصف، وتلف المخزون الاستراتيجي من القمح. وكذلك الحال مع بقية السلع التي انعدمت من الأسواق أو ارتفعت أسعارها بشكل حاد..
5- انهيار خدمات الصرف الصحي والنظافة. حيث تعرض كثير من شبكات الصرف الصحي للتدمير، جراء الحرب والسيول في حين انها باتت تطفح باستمرار نتيجة الانسدادات والخلل الواقع فيها. كما تعاني عدن من تراكم النفايات وتكدسها بشكل مخيف. يساعد على انتشار الفيروسات والميكروبات والروائح المؤذية..
6- توقف حركة التعليم: نتيجة الحرب أو المواجهات، او تقطع الطرق والفوضى الأمنية، أو انتشار الأوبئة، أو الإضرابات المستمرة للمعلمين للحصول على رواتبهم ومستحقاتهم، مع عدم وجود برامج تعويضية للطلاب. .
7- انتشار الأوبئة والامراض: تعاني عدن من وضع صحي حرج، جراء تفشي أنواع مختلفة من الفيروسات والاوبئة القاتلة فيها. وآخرها فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، والمكرفس (شيكونغونيا) وحمى الضنك والملاريا. وقد ساهم ضعف حالة المستشفيات وغياب المراكز الصحية المتخصصة بالحميات والاوبئة إلى زيادة انتشار هذه الأمراض وزيادة الوفيات. .
8- انتشار البطالة والفقر: أدى انهيار الأمن، وتوقف عجلة التجارة وحركة الاستثمار، وترجع الاقتصاد، وإغلاق الميناء، وتعطل النقل، وعدم صرف الرواتب لقطاع كبير من موظفي القطاع الحكومي، إلى زيادة نسبة الفقر وارتفاع معدل البطالة في المحافظة عموما، وهذا فاقم الوضع الإنساني للمواطنين في محافظة عدن. ومع زيادة الغلاء وانهيار العملة تراجعت القدرة الشرائية للضروريات وتوفير الاحتياجات، مع غذاء وملبس ودواء. وهذا بدوره أدى لاتساع ظاهرة التسول. وخروج اسر كاملة للشوارع للبحث عما يسد رمقها، إضافة إلى انتشار السرقة والجريمة.
9- تدهور الوضع في مخيمات إيواء النازحين: تعاني الأسر النازحة من المحافظات التي اندلعت فيها المواجهات المسلحة من أوضاع صعبة داخل المخيمات الواقعة على أطراف عدن. حيث تقطن عشرات الأسر النازحة، وفي بعض الإحصائيات هناك ما يقارب 3,600 نازح يعيشون في مناطق متفرقة في عدن. ومن المخيمات التي تعاني مخيم نازحي مدينة الشعب، والذي تضرر من الأمطار والسيول، وقلة العناية بها.
10- نتيجة الحرب وانتشار الفقر والبطالة والخوف والفوضى بدأت ظاهرة تعاطي المخدرات والإدمان عليها غزو شريحة واسعة من الشباب والفتيات.

الوضع العام

.من المظاهر الموجودة في عدن حتى الآن ما يلي: .
غياب حكومة الشرعية ومؤسسات الدولة:.
في حين كان يفترض بعد تحرير عدن أن تكون هي العاصمة المؤقتة لليمن إلى حين استعادة صنعاء أصبحت حضور سلطة حكومة الشرعية شبه منعدم، وتخضع مناطق عدن لمليشيات مسلحة. .
نقاط التفتيش:
لا تزال مداخل مدينة عدن محكومة بنقاط تفتيش غير رسمية وخارجة عن السلطة الدولة، وهي تفرض بين فتره وأخرى الإتاوات أو عدم الدخول أو التفتيش التعسفي للقادمين إلى المدينة من المحافظات الأخرى. .
انتشار الأوبئة والأمراض: .
حيث انتشرت الأوبئة والأمراض نتيجة انعدام النظاف، وانتشار مياه الصرف الصحي، وغياب الحملات الصحية وقد وصل معدل الوفيات في الأوقات إلى خمس حالات يوميا، وسجلت آلاف الإصابات بهذه الأوبئة. وقابل ذلك عدم توفر الأدوية والأمصال واللقاحات لمكافحة هذه الأوبئة ومعالجة ذلك الأمراض. .
ظاهرة نزوح المواطنين: .
شهدت عدن نزوحا كبيرا للسكان أثناء حرب 2015م؛ وتجاوزت معدلات النزوح من قبل الأهالي في عدد من المديريات 90% في مشهد إنساني مؤلم غير مسبوق. كما عادت ظاهرة النزوح تتكرر مع موجات الصراع المستمرة بين قوات الحكومة الشرعية والمليشيات المسلحة. لقد وصفت منظمة الصليب الأحمر الدولية الوضع في مدينة عدن "الكارثي" فأهالي عدن يعانون أوضاعا صعبة في كل مناحي الحياة.

اهم الدراسات والبحوث

1- مراكز البحوث التابعة لجامعة عدن:
تتبع جامعة عدن مجموعة من مراكز البحوث، لعل من أهمها؛ مركز الظفاري للبحوث والدراسات اليمني، ومركز المرأة للبحوث والتدريب، ومركز البحوث والتطوير التربوي.

2- مركز اليمن لدراسات حقوق الإنسان:
هو مؤسسة أهلية حكومية تأسست عام 2004م ومسجل لدى وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وحاصل على تصريح رسمي لمزاولة أعماله. ويتمتع المركز بشخصية اعتبارية مستقلة. وهو يمارس أنشطة: بحثية وعلمية وثقافية وإنسانية: ويقدم ورش عمل تدريبية، وحلقات وندوات توعية، ودورات تدريب، ورصد ميداني في مجال الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

3- مركز عدن للبحوث الاستراتيجية والإحصاء.

Loading

Scroll to Top