taqreebye.com

توقعات مخاطر الفيضانات على القطاع الزراعي في اليمن في موسم 2025م

نشرت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) تقريراً جديداً يرصد الوضع الحالي للمناخ في اليمن، وتوقعات موسم الأمطار لهذا العام، وما قد يحدث من فيضانات تهدد الثروتين الزراعية والحيوانية في بعض المناطق اليمنية، وتأثير ذلك على الأمن الغذائي في البلاد. وفيما يلي ملخص لما جاء في التقرير:

 

النقاط الرئيسية:

* من المتوقع هطول أمطار غزيرة في المرتفعات الغربية، في حين تشكل فترة الجفاف الطويلة خطراً في المناطق الشرقية.

* تتراوح درجات الحرارة بين البرودة في المرتفعات (> 25 درجة مئوية) والحرارة الشديدة في الأراضي المنخفضة (< 35 درجة مئوية).

* هناك خطر كبير من الفيضانات في مستجمعات المياه في سًردود وسِهام، وخطر متوسط في رِماح وزبيد، مع كون المحافظات الأكثر عرضة للخطر هي الحديدة والمحويت وصنعاء وذمار وريمة.

* تتعرض محاصيل الذرة الرفيعة والدخن لضغوط؛ بسبب تأخر هطول الأمطار، حيث تتعرض أكثر من 114 ألف هكتار لخطر الفيضانات، وتظل غلة المحاصيل غير مؤكدة.

* أكثر من 884 ألفاً من المجترات الصغيرة معرضة لخطر الفيضانات، وهذا يزيد من تعرضها للأمراض؛ بسبب الظروف السيئة المتوقعة بعد الفيضانات.

* قد تؤدي الفيضانات إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي في المناطق المصنفة ضمن المرحلة الثالثة وما فوق من (التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي)، حيث من المرجح أن تلجأ الأسر إلى إستراتيجيات تكيّفٍ سلبيةٍ.

 

التوقعات الموسمية:

في ظل تغير المناخ الحالي أصبحت الكوارث غير متوقعة وشديدة بشكل متزايد. ولا يزال اليمن، الذي يعاني بالفعل من وضع اجتماعي واقتصادي وسياسي هش، يواجه تعرضاً متزايداً للظواهر المناخية المتطرفة والكوارث ذات الصلة. و تُعد الفيضانات الأكثر انتشاراً، وتحدث عادةً خلال موسم الخريف المطير (من يوليو إلى سبتمبر). وتُعد فترة أغسطس وسبتمبر وأكتوبر حرجةً بشكل خاص في التقويم الزراعي لليمن، وخاصة في المناطق الزراعية البيئية الرئيسية.

وغالباً ما ترتبط الأمطار الغزيرة، خلال هذا الموسم، بالفيضانات المفاجئة التي تتسبب في أضرار وخسائر فادحة للمجتمعات وممتلكاتها، وخاصة في القطاع الزراعي. وقد ألحقت أحداث الفيضانات التاريخية، بما في ذلك تلك التي حدثت في العام الماضي 2024م، أضراراً متكررة بالبنية التحتية الزراعية والمجتمعية. وتميل هذه الفيضانات أيضاً إلى تعطيل الوصول إلى الأسواق والنقل وسلاسل التوريد للمدخلات الزراعية، وهذا يؤدي إلى توسع انعدام الأمن الغذائي وإعاقة جهود التعافي.

يُعدّ التنبؤ الموسمي الدقيق لفترة الزراعة المطرية 2025م أمراً بالغ الأهمية للزراعة في اليمن؛ إذ يتزامن مع المراحل الرئيسية للمحاصيل البعلية الرئيسية. وتُمكّن التنبؤات الموثوقة من إصدار تحذيرات زراعية في الوقت المناسب، وتوفير إنذارات مبكرة لاحتمال نقص المحاصيل أو مخاطر الفيضانات، لا سيما في المرتفعات والمناطق الجنوبية الغربية. وتُعدّ هذه التدابير أساسية لتعزيز مرونة الأمن الغذائي ودعم الإجراءات الاستباقية في بيئة اليمن المعرضة لتغيرات المناخ.

 

توقعات هطول الأمطار:

خلال (فترة أغسطس وسبتمبر وأكتوبر 2025م) من المتوقع أن يشهد اليمن هطول أمطار غزيرة غير معتادة، خاصةً في أغسطس، مع انخفاض تدريجي في كمياتها مع اقتراب أكتوبر. وقد يتجاوز إجمالي هطول الأمطار الموسمية 300 ملم في المناطق المرتفعة من المحويت، وأجزاء من إب، وصنعاء، وحجة، والحديدة، وريمة، وذمار.

في المقابل من المتوقع أن ينخفض هطول الأمطار تدريجياً في محافظات الهضبة الشرقية، مع انخفاض إجمالي كمياتها إلى أقل من 40 ملم.

هطول الأمطار التراكمي لفترة أغسطس وسبتمبر وأكتوبر 2025م

 

يشير تحليل شذوذ هطول الأمطار، الذي أجراه (المعهد الدولي لبحوث المناخ والمجتمع) للسنة المالية 2025م، إلى ظروف شبه طبيعية في الغالب، مع احتمالات عالية بشكل ملحوظ لهطول أمطار أعلى من المتوسط (40% – 60%) على المرتفعات الغربية والمحافظات الشرقية في شبوة وحضرموت.

 

التنبؤ بدرجات الحرارة:

خلال فترة (أغسطس وسبتمبر وأكتوبر 2025م) من المتوقع أن يشهد اليمن تقلبات في درجات الحرارة في مناطقه الرئيسية. فمن المتوقع أن تكون درجات الحرارة العظمى في المناطق المرتفعة أقل من 25 درجة مئوية. في المقابل من المرجح أن ترتفع درجات الحرارة، لتتجاوز 35 درجة مئوية في المناطق الشمالية من حضرموت والمهرة، وكذلك على طول المناطق الساحلية لمحافظتي تعز ولحج.

متوسط درجة الحرارة العظمى للفترة أغسطس وسبتمبر وأكتوبر 2025م

 

سبل العيش الزراعية (المحاصيل والثروة الحيوانية):

أولاً: تقويم المحاصيل:

عادةً يتزامن التقويم الزراعي في اليمن من أغسطس إلى أكتوبر، مع المراحل الرئيسية للموسم الزراعي الرئيسي. وتُعد هذه الفترة حيويةً بشكل خاص للمحاصيل البعلية كالذرة الرفيعة والدخن في المرتفعات والمناطق الجنوبية الغربية، حيث تهيمن مراحل الإزهار، وامتلاء الحبوب، والنضج؛ فيؤثر بشكل مباشر على الغلة النهائية. في الوقت نفسه قد يبدأ تحضير الأرض والزراعة المبكرة للخضراوات والبقوليات الشتوية في المناطق المروية، ويعتمد ذلك بشكل كبير على توفر المياه.

 

 

الوضع الموسمي للمحصول:

اعتباراً من يونيو 2025م أشارت بيانات الاستشعار عن بُعد المُجمَّعة (من برنامج مراقبة المحاصيل للإنذار المبكر من GEOGLAM)، والتقارير الميدانية (من وزارة الزراعة والري والثروة السمكية/ وزارة الزراعة والموارد المائية والثروة السمكية)، إلى أن محاصيل الحبوب (وخاصة الذرة الرفيعة) كانت في مراحل نمو حرجة، ولكنها تعاني من إجهاد كبير. ويُعزَى ذلك في المقام الأول إلى نقص هطول الأمطار من مارس إلى يونيو، وتأخُّرِ بدء موسم الأمطار الرئيسي، وارتفاعِ درجات الحرارة عن المعدل الطبيعي. أدت هذه الظروف إلى انخفاض رطوبة التربة وزيادة التبخر؛ وهذا أثر سِلباً على كل من الحبوب والمحاصيل النقدية المرتفعة. ومع ذلك تشير التوقعات للفترة من أغسطس إلى أكتوبر إلى إمكانية حدوث تعافٍ جزئي، وخاصة في الحبوب متأخرة النضج، وتجديد المراعي.

وفي الوقت نفسه يمكن أن تسهم الزيادة المتوقعة في هطول الأمطار من خطر حدوث فيضانات مفاجئة في المناطق المعرضة بشدة للفيضانات؛ ما قد يسبِّب أضراراً جسيمة للأصول الزراعية.

وفقاً لـ (بيانات تحليل دعم الأمن الغذائي العالمي) (GFSAD 30) قُدرَت مساحة الأراضي الزراعية في اليمن بنحو 2.2 مليون هكتار بين عامي 1990م و2017م. وبحلول نهاية يوليو 2025م أفادت (بؤر الشذوذ في الإنتاج الزراعي) (ASAP) بأن ما يقرب من 42.8% منها (أي حوالي 941,000 هكتار) تُزرع بشكل نشط. ولا تزال توقعات إنتاج المحاصيل غير مؤكدة، حيث تشير التقديرات الأولية إلى انخفاض محتمل في الغِلات المتوقعة في المناطق الأكثر تضرراً. وقد شهدت محافظات مثل إب ولحج وتعز والضالع وذمار وعمران نقصاً كبيراً في هطول الأمطار، وتأخراً في بداية موسم النمو؛ وقد جعل هذا الحقولَ البعليةَ تحت ضغط كبير.

مناطق الأراضي الزراعية في اليمن (GFSAD 30)

ثانياً: الثروة الحيوانية:

خلال موسم أمطار الخريف في اليمن تتحسن ظروف المراعي عموماً في المرتفعات الغربية والمرتفعات الجنوبية بفضل هطول الأمطار اللازم؛ فيدعم نمواً متزايداً للنباتات ويحسّن خيارات الرعي للماشية. ومع ذلك فإن تقلبات هطول الأمطار بين المناطق قد تؤدي إلى تجدد غير متساو للمراعي، وخاصة في المناطق المنخفضة القاحلة وشبه القاحلة.

يركز هذا التقرير تحديداً على الأغنام والماعز؛ نظراً للاعتماد الكبير في سبل العيش القائمة على الثروة الحيوانية في جميع أنحاء اليمن (موجز رصد البيانات في حالات الطوارئ). ووفقاً للبيانات الوطنية المتاحة من التعداد السكاني والبيانات الجغرافية المكانية (شبكة الثروة الحيوانية في العالم، 2020م) يُقدر عدد المجترات الصغيرة في البلاد بحوالي 18.9 مليون رأس، منها حوالي 9.6 ملايين رأس من الأغنام و9.3 ملايين رأس من الماعز.

أعداد الثروة الحيوانية (الأغنام والماعز) في اليمن (منظمة الأغذية والزراعة، 2020م)

 

 

الوضع الموسمي للثروة الحيوانية:

سلّط تحليل (بؤر الشذوذ في الإنتاج الزراعي) (ASAP)، في الأشهر الأخيرة، الضوءَ على سوء حالة المراعي في المرتفعات الجنوبية، لا سيما مع انخفاض ملحوظ في مؤشر كفاية المياه في المراعي؛ ما يُهدد توافر الأعلاف. ومع ذلك يُتوقع أن تُحسّن الزيادةُ المتوقعة في هطول الأمطار (من أغسطس إلى أكتوبر 2025م) حالة المراعي في المرتفعات الغربية والوسطى؛ فيُعزز تجديد المراعي ويدعم صحة الماشية.

في المقابل قد تستمر المناطق الشرقية والساحلية في مواجهة ظروف متقلبة، مع وجود نباتات محلية ونقص في المياه، قد يؤدي إل مراقبة مستمرة ودعماً مُوجّها للرُعاة.

 

التأثيرات المتوقعة:

من المرجح أن تتسبب الأمطار الركامية المتوقعة خلال موسم الأمطار الخريفية 2025م القادم في فيضانات مفاجئة واسعة النطاق، لا سيما في الأراضي المنخفضة الغربية والجنوبية، حيث قد تتجاوز عتبات هطول الأمطار الحد الأقصى. وتشير التوقعات إلى أن شدة الأمطار قد تؤدي إلى تشبع التربة بالمياه وتغمر شبكات التصريف الطبيعية والاصطناعية. ومن المتوقع أن تزيد هذه الظروف من خطر الفيضانات المفاجئة وفيضانات الأنهار، لا سيما في المناطق الواقعة أسفل مستجمعات المياه الجبلية؛ فيشكل تهديدات جسيمة للمجتمعات الزراعية الرعوية المعرضة للخطر بحد ذاتها.

 

تقييم المخاطر:

من المتوقع أن تشتد معدلات هطول الأمطار في أغسطس 2025م، لتصل إلى ذروتها في المرتفعات الجنوبية والوسطى والشمالية، حيث قد يتجاوز إجماليها التراكمي 300 ملم في بعض المناطق. ستؤدي هذه الزيادة في هطول الأمطار إلى زيادة كبيرة في خطر حدوث فيضانات مفاجئة متتالية، لا سيما في الأودية والمناطق المنخفضة المعرضة للفيضانات.

بناءً على التوقعات الحالية تُصنف مستويات خطر الفيضانات على النحو التالي:

مرتفعة في مستجمعي وادي سردود ووادي سهام، ومعتدلة (تحذير) في مستجمعي وادي رماح ووادي زبيد، ومنخفضة في مستجمعات وادي حرض ووادي بنا ووادي تُبن . ومن المتوقع أن تشمل المناطق الأكثر تضرراً الحديدة والمحويت وصنعاء وذمار وريمة.

المناطق المتوقع تأثرها بالفيضانات في اغسطس وسبتمبر وأكتوبر 2025م

 

التأثيرات المتوقعة على المحاصيل:

من المتوقع أن تؤثر الفيضانات المتوقعة بشكل كبير على المساحات المزروعة، حيث يتوقع تعرض حوالي 113,522 هكتار من الأراضي الزراعية الفعلية لمخاطر فيضانات عالية. ويمثل هذا حوالي 8% من إجمالي الأراضي المزروعة في البلاد بنهاية يوليو 2025م. وسيُشكِّل هذا تهديداً خطيراً للإنتاج الأمثل للمحاصيل الأساسية الرئيسية، وخاصةً الذرة الرفيعة والدخن. وتتزايد مساحة الأراضي الزراعية المعرضة للخطر بشكل أكبر عند مراعاة المناطق ذات مستويات المخاطر المتوسطة والمنخفضة.

 

ملخص التأثيرات المتوقعة على مناطق الفيضانات عالية الخطورة

مستجمعات

المياه

وصف المحافظة
الحديدة المحويت ذمار ريمة صنعاء
سِهام الأراضي الزراعية في حوض المستجمع المائي

(هكتار)

101,239 286 17,036 12,843 23,561
الأراضي الزراعية الفعلية

(هكتار)

43,330 122 7291 5497 10,084
الجزء الزراعي الفعلي (%) 3.30% 0.1% 1% 2.9% 0.008%
الثروة الحيوانية الفعلية (أرقام) 202,962 0 90,015 68,639 180,506
الثروة الحيوانية المعرضة للخطر

(%)

12.4% 0.00% 12.6% 40.7% 0.205%
سُردود الأراضي الزراعية في حوض المستجمع المائي

(هكتار)

79,038 15,484 0 0 15,751
الأراضي الزراعية الفعلية

(هكتار)

33,828 6627,152 0 0 6742
الجزء الزراعي الفعلي (%) 2.6% 2.8% 0.00% 0.00% 0.006%
الثروة الحيوانية الفعلية (أرقام) 119,503 110,158 0 0 112,347
الثروة الحيوانية المعرضة للخطر

(%)

7.3% 51.9% 0.00% 0.00% 0.128%

 

 

 

توصيات:

* يُوصَى بتعزيز الاستعداد للفيضانات والقدرة على الصمود من خلال تحسين أنظمة الإنذار المبكر، وتفعيل خطط الطوارئ، والتخزين المسبق للمساعدات الغذائية، والمدخلات الزراعية، والإمدادات البيطرية في المناطق المعرضة للخطر.

* إن الاستجابة المنسقة متعددة القطاعات أمرٌ بالغ الأهمية؛ لحماية الفئات السكانية الضعيفة من النزوح وانعدام الأمن الغذائي وفقدان الأصول، وخاصة في المناطق المعرضة للفيضانات.

 

تعريفات:

المحاصيل البعلية: هي الزراعة المطرية التي تعتمد كلياً على مياه الأمطار لتزويدها باحتياجاتها المائية. ومن بين هذه المحاصيل (القمح، والشعير، والذرة، والدخن، والسمسم).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر:

التوقعات الموسمية لليمن وتداعيات مخاطر الفيضانات على القطاع الزراعي (أغسطس – سبتمبر – أكتوبر 2025م). منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، تاريخ النشر: 13 أغسطس 2025م.

Loading

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top